((theguardian – ترجمة بلدي نيوز
يعقد قادة العالم قمة مجموعة العشرين في تركيا عقب هجوم باريس، يوم الجمعة، وبعد سقوط الطائرة الروسية في جزيرة سيناء، كمبادرة جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتوصل لاتفاق للتوحد ضد "الدولة الإسلامية" وإنهاء "الحرب الأهلية" السورية .
وفي محاولة لإقناع بوتين أن لروسيا مصلحة مشتركة في إنهاء "الحرب الأهلية" السورية بشروط يتفق عليها الطرفان، عقد الرئيس أوباما اجتماعاً لم يكن مقرراً في البرنامج لمدة 35 دقيقة في قمة العشرين والتي تحوي الاقتصادات الأكبر في العالم، فيما حث ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف قصف القوى المعتدلة السورية، بدلا من الأسد والتركيز بدلا من ذلك على "الدولة الإسلامية"، الأمر الذي كان محور الخلاف الدائم بين روسيا والقادة الغربيون، فيما إن كانت عملية السلام ممكنة باستمرار بقاء الأسد رئيساً للبلاد.
وقد أوحى الجو العام في قمة الأحد إلى أن الحكومة البريطانية حريصة على إيجاد حل سياسي، وبناءً على محادثات بشأن مستقبل سوريا في فيينا، يوم السبت، من المتوقع أن يقوم كاميرون بطمأنة بوتين بأنه كيفما انتهت عملية الانتقال السياسي في سوريا، فإن مصالح روسية التجارية والسياسية والعسكرية ستكون محمية .
كاميرون والذي لم يلتق ببوتين منذ قمة العشرين الماضية في بريسبان عام 2014، كان قد تحدث هاتفياً مرتين مع بوتين منذ اسقاط الطائرة الروسية في انفجار محتمل والذي تحملت مسؤوليته "الدولة الإسلامية"، ويبدو أن الحكومة البريطانية مستعدة لوضع خلافاتها الطويلة فيما يتعلق بالتوغل الروسي في أوكرانيا جانباً في محاولة لتحقيق تقدم في الملف السوري.
وقال كاميرون يوم الأحد: "إن ما أريد قوله لبوتين هو شيء واحد وهو إن أردنا أن نكون آمنين في روسيا أو بريطانيا فعلينا تدمير (الدولة الإسلامية)، وهو ما يجب التركيز عليه".
وأضاف كاميرون : "كان لبريطانيا خلافاتها مع الروس خصوصاً فيما يتعلق بما ألحقوه من ضرر وقصف للمعارضة المعتدلة التي لا تتبع (للدولة الإسلامية) – والتي يمكن أن تكون جزءاً من مستقبل سوريا".
ورغم أن المصادر الدبلوماسية البريطانية كانت متفائلة أكثر من اللازم في الماضي لاستعداد بوتين للتخلي عن الأسد، إلا أن هناك خليط من التطمينات، بسبب ضعف الاقتصاد الروسي وتهديد "الدولة الإسلامية" للمدنيين الروس، والذي من شأنه أن يقنع بوتين باتخاذ نهج أكثر مرونة، وأشارت مصادر غربية أن الأسد قد يكون جزءاً من العملية الانتقالية لمدة 18 شهراً في سورية.
قد يكون الهدف الأكثر محدودية هو إقناع بوتين أن مصلحة روسيا والغرب الذاتية والمتبادلة هي بتدمير "الدولة الإسلامية"، وأن تحقيق هذه الغاية يتطلب إعادة ضبط حملة القصف الروسية في سورية.
ومن المقرر أن تعقد الدول الغربية الرائدة المعنية في أزمة سوريا – والتي تسمى "بالدول الخمس" الولايات المتحدة، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا والمملكة المتحدة - اجتماعاً لم يكن مقرراً يوم الاثنين وقت الغداء في تركيا، لمراجعة عملية السلام السورية ومناقشة الضمانات التي يمكن أن تُعطى لإقناع روسيا باتفاق يحمي مصالحها في سورية.
كما ستركز المناقشات في اجتماعات القمة العشرين على الحملات العسكرية في سورية، فهناك دلائل لا تذكر على أن كاميرون كان متأملاً بأن مجزرة باريس ستغير الوضع في البرلمان البريطاني، لكنه حتى الآن لم يحصل على أعداد كافية من البرلمان البريطاني لتوسيع الضربات الجوية من العراق إلى سورية.
ومع ذلك قال كاميرون: "لقد أصبح واضحاً أكثر من أي وقت أن سلامتنا تعتمد على تدمير (الدولة الإسلامية)، سواء كان في سورية أو العراق، ونحن نلعب دور كبير بالفعل في ذلك في العراق، فيما يقوم الآخرون بذلك في سورية بتنسيق ودعم مشترك، ولكن لنكون أكثر أمنا في جميع أنحاء أوروبا علينا تدمير (الإرهاب) مرة واحدة وإلى الأبد".
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" على هامش القمة، بأن الولايات المتحدة ستعمل على تكثيف ضرباتها ضد القاعدة في سورية والعراق وتزويد المقاتلين بالأسلحة في سورية والعراق ضد "الدولة" والذي من شأنه أن يغير الأمور، فيما بدأت فرنسا الضربات الجوية الخاصة بها في سبتمبر.
وتعهد زعماء مجموعة الـ20 أيضا في مسودة بيان لبذل المزيد من الجهد لتعزيز الرقابة على الحدود وأمن المطارات، كما أقروا بأن حرية التنقل داخل أوروبا تحت ما يسمى باتفاق "شنغن" هي الآن تحت أخطر تهديد بسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة.
وفي هذا السياق طلب وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازانوف عقد اجتماع عاجل على مستوى الاتحاد الأوروبي لوزراء الداخلية، لتعزيز الحدود وتشديد الرقابة على الأسلحة النارية.
من جهته قال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحفي على هامش القمة في المدينة الساحلية التركية انطاليا: "يجب على دول الاتحاد الأوروبي عدم الاستسلام لردود الأفعال وأضاف: "إن المسؤولين عن هجمات باريس مجرمون وليسوا مهاجرين أو طالبي لجوء، وعلى من يرغب بتغيير سياسة الهجرة المتبعة أن يفكر ملياً في ذلك ويكون جدياً فردود الأفعال هذه ليست مستحبة".
ومع ذلك فقد زاد حلفاء المستشارة الألمانية أنجلا مركل (البافار) من ضغطهم للوقوف ضد "سياستها المفتوحة" أمام اللاجئين بقولهم بأن الهجمات أكدت على ضرورة اتخاذ تدابير أكثر صرامة للتحكم في عدد المهاجرين، الذين يصلون في البلاد.
وقال وزير المالية البافاري ماركوس سويدر: "إن أيام الهجرة العشوائية والدخول غير المشروع للبلاد قد انتهت مع هجمات باريس، حيث أن بافاريا وصل إليها معظم طالبي اللجوء في ألمانيا" .
وفي حديثه للصحيفة فيلت أم زونتاج، أكد سويدر أن حزبه المحافظ البافاري لا يزال يؤيد المستشارة الالمانية، لكنه أضاف: "سيكون من الجيد إذا اعترفت أنجيلا ميركل أن فتح الحدود لمدة غير محدودة من الزمن كان خطأ".
فيما صرح دونالد توسك رئيس الاتحاد الأوروبي للصحفيين في القمة بأن هنالك دلائل على أن قصف قوات المعارضة المعتدلة في سورية، قد سبب في زيادة عدد اللاجئين وهو ما بدأت دلائله تظهر فعلا مع موجات بشرية أخرى من اللاجئين.