بلدي نيوز – هافينغتون بوست – روسيا اليوم – وكالات
تستمر الخلافات الروسية الأمريكية قبيل محادثات فيينا المزمع إجراءها يوم غدٍ السبت، ففي وقت استبعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أي اتفاق على حل لما يجري في سوريا، خرجت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الخميس 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، لتقول أن "مستقبل بشار الأسد ليس هو المادة الأولى في حل المشكلة السورية، ولن تتم مناقشة ذلك في اجتماع السبت".
وقال كيري خلال كلمة له أمام المعهد الأميركي للسلام قبل أن يبدأ زيارة إلى أوروبا "الولايات المتحدة لا تتوقع الاتفاق على خطة لإنهاء الحرب في سوريا خلال المحادثات الدولية التي ستجري السبت وسط الخلاف بين المشاركين فيها حول مستقبل بشار الأسد".
واستدرك قائلاً "يوجد ما يكفي من الأرضية المشتركة بين الأطراف الرئيسية واشنطن، وموسكو، والرياض، وطهران، لإكمال المساعي لوضع جدول زمني للتحرك بناء على خطوات أولية".
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي "لا أستطيع القول اليوم إننا على عتبة التوصل إلى اتفاق شامل، لا يزال أمامنا الكثير من العمل"، وأردف "إن جدران انعدام الثقة في سوريا والمنطقة والمجتمع الدولي مرتفعة وسميكة".
وقال "ان يتم اختراق هذه الجدران إلا إذا بذلنا جهداً جماعياً وخلّاقاً للتغلب عليها".
وجدد التأكيد على رأي بلاده بأن "قمع الأسد الدموي للاحتجاجات المنادية بالديموقراطية في بدايتها، مهّد الأرضية لظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأن تنحيه هو وحده الذي يمكن أن يوحد السوريين".
بدوره، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الخميس 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أن "مستقبل الرئيس السوري ليس هو المادة الأولى في حل المشكلة السورية، ولن تتم مناقشة ذلك في اجتماع السبت".
وذكرت زاخاروفا في ردها على سؤال حول تقييمها لظلم الأسد لمئات آلاف السوريين، أن موسكو "لم تنظر أبداً إلى الأسد على أنه رئيس دولة مثالي، ووجهت له العديد من الانتقادات على ممارساته".
وادعت زاخاروفا أن موسكو "أقنعت الأسد بعدم استخدام البراميل المتفجرة"، وأشارت إلى وجود أدلة لدى روسيا حول "وصول تنظيم "داعش" لتكنولوجيا إنتاج أسلحة كيميائية".
ولفتت زاخاروفا إلى أنهم "تفاجؤوا بأنباء اعتزام الولايات المتحدة الأميركية تشكيل مجموعات عمل حول سوريا، في فيينا يومي 12 و13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري".
الخطة الروسية
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، أول أمس الأربعاء، إن الوزيرين سيرغي لافروف وجون كيري أجريا اتصالاً هاتفياً للتنسيق، شددا خلاله على أن اجتماع فيينا يستهدف إقناع الأطراف السورية ببدء الحوار.
ورفضت أطراف من المعارضة السورية، ودول غربية مسودة خطة روسية ذات ثمانية بنود، والتي كانت ستُطرح في الاجتماع الوزاري في فيينا السبت لحل ما يجري في سوريا، بسبب تجاهلها مصير بشار الأسد وعدم الإشارة له.
ويبحث الاجتماع الدولي - الإقليمي في اختيار أسماء وفد موحد يمثل المعارضة للتفاوض مع النظام حول عملية سياسية انتقالية، وقال مصدر ديبلوماسي غربي "على كل بلد أن يقدم لائحة أسماء ويتم بعدها خفض عدد الأسماء إلى عشرين أو 25 اسماً، سيتوزع أصحابها على لجنتين: الأولى للإصلاح السياسي والثانية للأمن، على أن تعمل اللجنتان بإشراف موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا"، وأضاف "لكن لن يتم الانتهاء من الموضوع السبت. سيستغرق الأمر وقتاً"، حسب صحيفة الحياة.
وكشف ديبلوماسي أوروبي أن "لجنة تحضيرية تضم مسؤولين من تسع دول ستبدأ الخميس بإعداد لوائح بأسماء المعارضين وكذلك لوائح أخرى تحدد المنظمات الإرهابية".
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن موسكو ستركز على قضيتين رئيسيتين في اجتماع فيينا، وأضافت "الأولى هي تصنيف وفهم من الذين يجب أن نعتبرهم إرهابيين في سورية وفي المنطقة، والثانية هي وضع قائمة بممثلي المعارضة السورية الذين يمكن أن يجروا مفاوضات مع دمشق".
وقال ديبلوماسي غربي إن "موسكو تريد استخدام هذا التعريف ليشمل كل جماعات المعارضة المسلحة وليس المتطرفين فقط، مثل تنظيم "الدولة" وجبهة النصرة".
من جانبه، طالب "الائتلاف" في بيان مجلس الأمن بإدراج المنظمات التي تمولها إيران لارتكاب جرائم القتل والتعذيب في سورية بينها حزب الله ولواء أبو الفضل العباس ولواء فاطميون ولواء زينبيون ضمن قوائم الإرهاب الدولية، وقطع الدعم عنها، وملاحقة عناصرها، خاصة أن ما يقومون به من جرائم لا يقل شناعة عما تقوم به المنظمات الإرهابية الأخرى.
غياب ظريف
وأعلنت السفارة الإيرانية في موسكو أن أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني سيشارك في لقاء فيينا، وسبق لطهران أن ذكرت أن القرار حول المشاركة لم يتخذ بعد.
ونقلت وكالة "تاس" عن السفارة الإيرانية في موسكو الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني "سيمثل مساعد وزير الخارجية طهران في اللقاء متعدد الأطراف في فيينا". وتابعت السفارة أن تخفيض مستوى تمثيل البلاد في المفاوضات يرتبط بانشغال وزير الخارجية محمد جواد ظريف بفعاليات أخرى مدرجة على جدول أعماله.
وسبق أن أعلن عبداللهيان نفسه في تصريحات له بلبنان الأربعاء: "إذا شاركت إيران في اجتماعات فيينا، فإنها بالتأكيد ستكون في غياب ظريف، إذ أنه سيرافق رئيس الجمهورية حسن روحاني في جولته الأوروبية".
يذكر أن روحاني من المقرر أن يزور إيطاليا وفرنسا في الفترة من الـ14 إلى الـ17 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأوضح عبداللهيان أن المشاركة الإيرانية في المفاوضات المكرسة لتسوية الأزمة السورية تتوقف على "أجوبة يجب أن تقدمها واشنطن عن الأسئلة بشأن خطوات أحادية أقدمت عليها دون استشارة الآخرين"، ولم يوضح الدبلوماسي الإيراني طبيعة هذه الخطوات الأمريكية.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس أن إيران لم تفقد اهتمامها بمفاوضات فيينا حول سوريا.
وقال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي، إن الجانب الإيراني بصدد اتخاذ قرار بشأن المشاركة في اجتماع فيينا، مؤكدا "اهتمامهم كبير".
استياء روسي
وكانت مجموعتا عمل حول سوريا شكلتهما الولايات المتحدة قد التقتا اليوم الخميس، الأولى مكلفة بتحديد "المجموعات الإرهابية" والثانية "قائمة المعارضين" الذين يمكن أن يشاركوا في المفاوضات مع النظام، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي، بينما تبدأ مجموعة ثالثة، إنسانية عملها الجمعة.
وتختلف إيران وروسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب حول المجموعات التي يجب تصنيفها "إرهابية" وتلك التي يمكن اعتبارها جزءاً من المعارضة السورية.
وأبدت موسكو استياءها من واشنطن واتهمتها بـ"تنظيم لقاءات مجموعات العمل على عجل يومي 12 و14 نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا دون استشارة روسيا".
وأشار دبلوماسي أوروبي في بيروت إلى أن "موسكو أرادت التعبير عن استيائها لقيام واشنطن على حد قولها بإضافة دول في اللحظة الأخيرة مثل اليابان وأستراليا والنمسا وهولندا دون استشارة روسيا".
وطبقاً لنسخة مسرّبة من آخر مسودة اقتراح روسي، ترغب موسكو في بقاء حليفها الأسد في منصبه خلال الفترة الانتقالية التي مدتها 18 شهراً، وهو ما تعارضه واشنطن التي ترغب في ذهابه.
وتبدأ جولة ثالثة من اجتماعات فيينا في 14 الشهر الجاري، بهدف إيجاد حل لما يجري في سورية، وستكون محادثات فيينا التي تشارك فيها 17 دولة و3 منظمات دولية، ثاني جولة من المفاوضات بين الأطراف الخارجية المعنية بالحرب المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات في سوريا.
وتهدف هذه الجولة إلى الاتفاق على هيكل الانتقال السياسي في سوريا، وتحديد الجهات من حكومة الأسد وفصائل المعارضة السورية التي ستشارك في هذه العملية.
وفي الجولة الأولى من المحادثات والتي جرت الشهر الماضي لم يتفق كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على دور الأسد المستقبلي، ما ألقى بالشك على نجاح المحادثات النهائية.