بحث

"الأسد وبوتين" وجهـان لإرهاب واحد عنوانه الانتقام والتهاوي

بلدي نيوز - حماة (حسام محمد)

دخل الاحتلال الروسي شهره الثاني من العمليات العسكرية الجوية ضد المدن والبلدات المحررة، إضافة إلى الاستيطان في الساحل السوري، في الوقت الذي تهالكت فيه جحافل الفرس في حماة وحمص واللاذقية، وما زادهم المساندة الجوية الروسية سوى بأعداد التوابيت والأكفان، طهران في مأتم مستمر وكذلك القرى العلوية خزان الميليشيات المحلية.

ولم ينجح المشروع "الروسي الإيراني الأسدي" في استعادة المناطق الحيوية "سوريا المفيدة" وسط البلاد، رغم كثافة الغارات الجوية الروسية والعمليات البرية للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المحلية والأجنبية، بل ألحقت كتائب الجيش الحر المدعومة بفصائل جيش الفتح هزائم نكراء بالتحالف الثلاثي، ونجحوا في استعادة مناطق كانوا قد خسروها قبل عام كما حدث في مدينة "مورك" بريف حماة، والتي تعتبر بوابة حماة المدينة.

وتقع مدينة مورك على أوتوستراد حماة – حلب الدولي، وتبعد عن مركز مدينة حماة حوالي 25 كيلومترا، وتجاور عدة مدن خاضعة لسيطرة المعارضة أبرزها "كفرزيتا، واللطامنة، وخان شيخون"، وتخلو المدينة من جميع سكانها الذين نزحوا عنها قبل عامين، وسط دمار طال معظم مرافقها.

الضربات الجوية الروسية الأولى شملت مناطق "الرستن، وتبليسة، والزعفران، والتلول الحمر، وعيدون، وديرفول، ومحيط سلمية" بالمنطقة الوسطى، موقعة عشرات الشهداء المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وقتل نحو ستمئة شخص جراء الغارات الروسية التي استهدفت عشر محافظات سورية منذ إطلاقها قبل شهر، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ووثق المرصد مقتل 595 شخصا منذ بدء الضربات الروسية، بينهم 185 مدنيا ضمنهم 48 طفلا دون الـ 18 عاما و46 امرأة.

مسؤلون أمنيون أمريكيون وخبراء، أعلنوا أن عدد أفراد القوات العسكرية الروسية في سوريا وصل إلى نحو 4000 عسكري، غير أن هذا العدد إلى جانب الضربات الجوية الروسية التي بدأت قبل أكثر من شهر لم يؤد الى تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة لقوات الأسد.

قناة "روسيا اليوم" التابعة لحكومة موسكو، أكدت تنفيذ سلاح الجو لقرابة 1400 طلعة جوية منذ الإعلان الرسمي عن دخول الروس الحرب ضد الثوار في سوريا، إلا أن الغارات الجوية الروسية أودت بحياة ما يزيد عن 450 مدني سوري، وتهجير أكثر من 9 آلاف عائلة من ريف حمص، ومثلهم من أرياف حماة.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أكدت أن غالبية المناطق المستهدفة من قبل الطيران الروسي هي مناطق تقع سيطرة الثوار، مشيرةً إلى أنها استهدفت 44 هدفا مدنيا، وثمانية أهداف عسكرية، توزعت على شكل 21 هجمة في إدلب، و15 هجمة في حلب، وخمس هجمات في حماة، وثلاث هجمات في اللاذقية، وثمان هجمات في حمص"، في حين يتذرع الروس وحكومة موسكو بتنفيذ الهجمات ضد تنظيم الدولة.

ريف حماة الشمالي كان عنوان الفترة السابقة، إذ شهد حملة عسكرية هي الأكبر من نوعها، إلا أن صواريخ "التاو" المضادة للدروع ساهمت في تطاير الدبابات وناقلات الجند التابعة للنظام، حيث وثق نشطاء تدمير أكثر من ستين دبابة وآلية، ومصرع أكثر من 300 من قوات النظام والحرس الثوري الإيراني وميليشيات "الدفاع الوطني"، كما كانت ميليشيا "حزب الله" تستقبل بدورها قتلاها تباعاً خلال تلك المعارك.

أما ريف حمص، فكان بدوره كما كان "عاصمة الثورة السورية" ونجح مقاتلو الجيش الحر من الاستيلاء على عدد من الآليات بلغ حوالي 7 عربات شيلكا، ومقتل العشرات من ميليشيات النظام الموالية، في حين ارتكب الطيران الروسي عدة مجازر انتقاماً لفشل النظام في التقدم سوى نحو بلدة "الخالدية".

ريفي حمص الشرقي وحلب الجنوبي، هما عنوان المرحلة الحالية والفائتة، إذ إن الوكالات الإيرانية الرسمية والموالية لم تهدأ في نعي العشرات من ضباط النخبة في الحرس، قتلوا غالبيتهم على أيدي تنظيم "الدولة"، إضافة إلى تكبيد الجيش الحر لقوات الحرس الثوري خسائر وصفها المراقبين بـ "الفادحة"، ويعتبر التقدم الذي حققه التنظيم، مع بدء الغارات الروسية على سوريا، الأبرز له منذ عدة أشهر، ليتراجع بشكل مفاجئ ويفتح الطريق الذي يعتبر عصب نظام الأسد إلى محافظة حلب "أثريا-خناصر"، وتمكنهم من فك الحصار عن مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي.

وكالات إيطالية وأوربية، أكدت مصرع ما يزيد عن 400 من قادة وعناصر الحرس الثوري خلال الفترة الماضية، وتشمل القائمة قادة من الطراز الرفيع في الحرس، كانت طهران قد اعتمدت عليهم في سوريا لتغير سير المعارك، إلا إنهم عادوا إليها جثث هامدة، كما أفادت وكالة رويترز للأنباء بمقتل 3 جنود روس بسوريا كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الأسد، وهؤلاء هم أوائل القتلى الروس في الحرب السورية.

كما وثق الناشطون استخدام الطائرات الروسية للقنابل العنقودية المحرمة دولياً، والتي أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين، وخاصة في أرياف حماة واللاذقية، إضافة إلى الصواريخ الموجهة ذات القوة التدميرية الهائلة، مما حول عشرات المنازل إلى ركام كما حصل في مدينة دوما بالغوطة الشرقية من دمشق.

كما طال الغارات الروسية العديد من الإعلاميين الثوريين كان أبرزهم الإعلامي "وسيم العدل"، وهو من مواليد 1987، ابن مدينة معرة النعمان في إدلب، يحمل إجازة جامعية في الأدب الفرنسي من جامعة حلب، استشهد أثناء تغطية القصف الروسي على ريف إدلب بتاريخ 25-10-2015، يشار إلى أن وسيم أُصيب في تاريخ 12- 10 -2015 أثناء تغطيته للقصف الروسي على بلدة كفرنبودة، وبعد أن تم علاجه تابع التغطية الإعلامية حتى يوم استشهاد وذلك بعد عشرة 13 عشر يوماً.

إضافة إلى محمود اللوز الملقب بـ "أبو البراء الحمصي"، وهو ابن قرية تيرمعلة في حمص، طالب في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة حمص، استشهد جراء القصف الروسي على تيرمعلة في ريف حمص الشمالي25- 10 – 2015، وأيضاً كان قد أُصيب بالقصف الروسي على قرية الغنطو بتاريخ 16 -10-2015 ، قبل أن يتابع تغطيته الإعلامية ليستشهد بعد 11 يوماً.

وكذلك جمعة الأحمد الملقب "أبو النور الحلبي"، عمل في المجال الإعلامي منذ مطلع الثورة، من بلدة حيان، استشهد أثناء تغطية القصف الروسي على بلدته في الريف الشمالي لحلب بتاريخ 27- 10-2015

وقبل أيام قليلة فقط ارتكب الطيران الروسي أمس مجزرة جديدة كان مسرحها هذه المرة مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، حيث شنت الطائرات الروسية غارتين متتاليتين على محيط حديقة الشهداء، أدت الغارات الروسية إلى مقتل أكثر من 31 مدنياً بينهم عائلة كاملة.

وفيما تستمر حملة الغارات الروسية على المناطق المحررة في سوريا، تستمر جرائمها بحق المدنيين العزل في المخيمات والتجمعات السكنية، إثر تركيز القصف عليها منذ إطلاق حملتها الجوية إلى جانب الحرس الثوري الإيراني وميليشياته ونظام الأسد على الأرض.

 

"الأسد وبوتين" وجهـان لإرهاب واحد عنوانه الانتقام والتهاوي

بلدي نيوز - حماة (حسام محمد)

دخل الاحتلال الروسي شهره الثاني من العمليات العسكرية الجوية ضد المدن والبلدات المحررة، إضافة إلى الاستيطان في الساحل السوري، في الوقت الذي تهالكت فيه جحافل الفرس في حماة وحمص واللاذقية، وما زادهم المساندة الجوية الروسية سوى بأعداد التوابيت والأكفان، طهران في مأتم مستمر وكذلك القرى العلوية خزان الميليشيات المحلية.

ولم ينجح المشروع "الروسي الإيراني الأسدي" في استعادة المناطق الحيوية "سوريا المفيدة" وسط البلاد، رغم كثافة الغارات الجوية الروسية والعمليات البرية للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المحلية والأجنبية، بل ألحقت كتائب الجيش الحر المدعومة بفصائل جيش الفتح هزائم نكراء بالتحالف الثلاثي، ونجحوا في استعادة مناطق كانوا قد خسروها قبل عام كما حدث في مدينة "مورك" بريف حماة، والتي تعتبر بوابة حماة المدينة.

وتقع مدينة مورك على أوتوستراد حماة – حلب الدولي، وتبعد عن مركز مدينة حماة حوالي 25 كيلومترا، وتجاور عدة مدن خاضعة لسيطرة المعارضة أبرزها "كفرزيتا، واللطامنة، وخان شيخون"، وتخلو المدينة من جميع سكانها الذين نزحوا عنها قبل عامين، وسط دمار طال معظم مرافقها.

الضربات الجوية الروسية الأولى شملت مناطق "الرستن، وتبليسة، والزعفران، والتلول الحمر، وعيدون، وديرفول، ومحيط سلمية" بالمنطقة الوسطى، موقعة عشرات الشهداء المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وقتل نحو ستمئة شخص جراء الغارات الروسية التي استهدفت عشر محافظات سورية منذ إطلاقها قبل شهر، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ووثق المرصد مقتل 595 شخصا منذ بدء الضربات الروسية، بينهم 185 مدنيا ضمنهم 48 طفلا دون الـ 18 عاما و46 امرأة.

مسؤلون أمنيون أمريكيون وخبراء، أعلنوا أن عدد أفراد القوات العسكرية الروسية في سوريا وصل إلى نحو 4000 عسكري، غير أن هذا العدد إلى جانب الضربات الجوية الروسية التي بدأت قبل أكثر من شهر لم يؤد الى تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة لقوات الأسد.

قناة "روسيا اليوم" التابعة لحكومة موسكو، أكدت تنفيذ سلاح الجو لقرابة 1400 طلعة جوية منذ الإعلان الرسمي عن دخول الروس الحرب ضد الثوار في سوريا، إلا أن الغارات الجوية الروسية أودت بحياة ما يزيد عن 450 مدني سوري، وتهجير أكثر من 9 آلاف عائلة من ريف حمص، ومثلهم من أرياف حماة.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أكدت أن غالبية المناطق المستهدفة من قبل الطيران الروسي هي مناطق تقع سيطرة الثوار، مشيرةً إلى أنها استهدفت 44 هدفا مدنيا، وثمانية أهداف عسكرية، توزعت على شكل 21 هجمة في إدلب، و15 هجمة في حلب، وخمس هجمات في حماة، وثلاث هجمات في اللاذقية، وثمان هجمات في حمص"، في حين يتذرع الروس وحكومة موسكو بتنفيذ الهجمات ضد تنظيم الدولة.

ريف حماة الشمالي كان عنوان الفترة السابقة، إذ شهد حملة عسكرية هي الأكبر من نوعها، إلا أن صواريخ "التاو" المضادة للدروع ساهمت في تطاير الدبابات وناقلات الجند التابعة للنظام، حيث وثق نشطاء تدمير أكثر من ستين دبابة وآلية، ومصرع أكثر من 300 من قوات النظام والحرس الثوري الإيراني وميليشيات "الدفاع الوطني"، كما كانت ميليشيا "حزب الله" تستقبل بدورها قتلاها تباعاً خلال تلك المعارك.

أما ريف حمص، فكان بدوره كما كان "عاصمة الثورة السورية" ونجح مقاتلو الجيش الحر من الاستيلاء على عدد من الآليات بلغ حوالي 7 عربات شيلكا، ومقتل العشرات من ميليشيات النظام الموالية، في حين ارتكب الطيران الروسي عدة مجازر انتقاماً لفشل النظام في التقدم سوى نحو بلدة "الخالدية".

ريفي حمص الشرقي وحلب الجنوبي، هما عنوان المرحلة الحالية والفائتة، إذ إن الوكالات الإيرانية الرسمية والموالية لم تهدأ في نعي العشرات من ضباط النخبة في الحرس، قتلوا غالبيتهم على أيدي تنظيم "الدولة"، إضافة إلى تكبيد الجيش الحر لقوات الحرس الثوري خسائر وصفها المراقبين بـ "الفادحة"، ويعتبر التقدم الذي حققه التنظيم، مع بدء الغارات الروسية على سوريا، الأبرز له منذ عدة أشهر، ليتراجع بشكل مفاجئ ويفتح الطريق الذي يعتبر عصب نظام الأسد إلى محافظة حلب "أثريا-خناصر"، وتمكنهم من فك الحصار عن مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي.

وكالات إيطالية وأوربية، أكدت مصرع ما يزيد عن 400 من قادة وعناصر الحرس الثوري خلال الفترة الماضية، وتشمل القائمة قادة من الطراز الرفيع في الحرس، كانت طهران قد اعتمدت عليهم في سوريا لتغير سير المعارك، إلا إنهم عادوا إليها جثث هامدة، كما أفادت وكالة رويترز للأنباء بمقتل 3 جنود روس بسوريا كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الأسد، وهؤلاء هم أوائل القتلى الروس في الحرب السورية.

كما وثق الناشطون استخدام الطائرات الروسية للقنابل العنقودية المحرمة دولياً، والتي أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين، وخاصة في أرياف حماة واللاذقية، إضافة إلى الصواريخ الموجهة ذات القوة التدميرية الهائلة، مما حول عشرات المنازل إلى ركام كما حصل في مدينة دوما بالغوطة الشرقية من دمشق.

كما طال الغارات الروسية العديد من الإعلاميين الثوريين كان أبرزهم الإعلامي "وسيم العدل"، وهو من مواليد 1987، ابن مدينة معرة النعمان في إدلب، يحمل إجازة جامعية في الأدب الفرنسي من جامعة حلب، استشهد أثناء تغطية القصف الروسي على ريف إدلب بتاريخ 25-10-2015، يشار إلى أن وسيم أُصيب في تاريخ 12- 10 -2015 أثناء تغطيته للقصف الروسي على بلدة كفرنبودة، وبعد أن تم علاجه تابع التغطية الإعلامية حتى يوم استشهاد وذلك بعد عشرة 13 عشر يوماً.

إضافة إلى محمود اللوز الملقب بـ "أبو البراء الحمصي"، وهو ابن قرية تيرمعلة في حمص، طالب في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة حمص، استشهد جراء القصف الروسي على تيرمعلة في ريف حمص الشمالي25- 10 – 2015، وأيضاً كان قد أُصيب بالقصف الروسي على قرية الغنطو بتاريخ 16 -10-2015 ، قبل أن يتابع تغطيته الإعلامية ليستشهد بعد 11 يوماً.

وكذلك جمعة الأحمد الملقب "أبو النور الحلبي"، عمل في المجال الإعلامي منذ مطلع الثورة، من بلدة حيان، استشهد أثناء تغطية القصف الروسي على بلدته في الريف الشمالي لحلب بتاريخ 27- 10-2015

وقبل أيام قليلة فقط ارتكب الطيران الروسي أمس مجزرة جديدة كان مسرحها هذه المرة مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، حيث شنت الطائرات الروسية غارتين متتاليتين على محيط حديقة الشهداء، أدت الغارات الروسية إلى مقتل أكثر من 31 مدنياً بينهم عائلة كاملة.

وفيما تستمر حملة الغارات الروسية على المناطق المحررة في سوريا، تستمر جرائمها بحق المدنيين العزل في المخيمات والتجمعات السكنية، إثر تركيز القصف عليها منذ إطلاق حملتها الجوية إلى جانب الحرس الثوري الإيراني وميليشياته ونظام الأسد على الأرض.

مقالات متعلقة