بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري لموقع بلدي نيوز)
خلال محاولة عناصر الجيش الحر التصدي للمروحيات الروسية مي-24 سجل استخدام عدد من الأسلحة ضد هذه المروحيات، بداية بالأسلحة الفردية ومضادات الطائرات، وصولاً إلى تسجيل إطلاق صاروخ تاو واحد على الأقل تجاه هذه المروحيات خلال الاشتباكات معها، وأثناء تمشيطها للمناطق التي تحاول قوات النظام التقدم خلالها.
لكن السلاح المميز الذي أطلق على هذه الحوامة كان صاروخ تاو، أطلق تجاهها لكنه لم يصبها، كما ظهر في الفيديو الذي نشر حول تصدي الثوار للمروحيات وهربها نتيجة لكثافة الرمي تجاهها.
مجرد استخدام هكذا سلاح ضد الحوامة وخلال الغارات الأولى لها باستخدام التكتيك الأساسي المعتمد على الطيران المنخفض والكثافة النارية الشديدة، والذي تخلت عنه قوات الأسد منذ وقت بعيد، يعني وجود الكثير من المرونة والقابلية للتأقلم لدى الثوار في معركتهم ضد روسيا.
قد لا يكون صاروخ تاو هو السلاح الأنسب لاستهداف المروحيات بتلك الطريقة لعدة أسباب، أولها الطول النسبي لزمن طيران الصاروخ والمدى الكبير الذي يزيد احتمال الخطأ إضافة لصعوبة التحكم بالصاروخ وتوجيهه قبل رميه، يزاد عليها حجم قاعدته الكبير سهلة الاكتشاف من قبل المروحيات، عدا عن السرعة الكبيرة نسبياً للمروحيات والحاجة لتغيير موقع القاعدة باستمرار.
ميتس:
قد يكون صاروخ (ميتس) الذي استخدمه الثوار سابقاً ضد الدبابات بشكل محدود فعالاً ضد المروحيات المحلقة على ارتفاع منخفض أكثر من صواريخ تاو .
وخاصة بسبب مداه القصير الذي لا يتجاوز 1500 متر (هناك أجيال مداها 2000 متر)، وسرعة طيرانه التي تصل حتى 225متر في الثانية، ما يعني وصوله لمداه الأقصى خلال سبع ثواني.
إضافة لصغر حجم قاعدته وإمكانية الرمي من الكتف (يتطلب وجود رامي ماهر)، حيث تعتبر قاعدة الميتس قاعدة صغيرة جداً مقارنة بقاعدة التاو التي يصعب تحريكها ونقلها.
إضافة لإمكانية الرمي من داخل الأبنية ما يعطي الرامي فرصة جيدة للاختباء والتمويه ونصب الكمائن، حيث يمكن تشكيل كمائن للمروحيات تعتمد على قواذف RPG-7 و تدعم بصواريخ ميتس.
المشكلة الأساسية عند استخدام هذا الصاروخ ضد المروحيات هي سرعتها الكبيرة، والتي تتجاوز ضعف السرعة التي صمم لها الصاروخ.
فصاروخ (ميتس) يستطيع التعامل مع دبابات وعربات مدرعة تسير بسرعة حتى 60 كم، لكن المروحيات تسير على ارتفاع منخفض بسرعات قد تصل إلى 100 كم وأكثر.
ما يعني أن الرامي سيحتاج لتوقيت دقيق وتقدير صحيح للمدى وزمن طيران الصاروخ، ليستطيع استهداف المروحية وهي تطير بسرعة منخفضة وخاصة عند التفافها أو طيرانها باتجاهه.
تجهيزات تشويش:
تحمل الطائرات المروحية مي-24 مجموعة من التجهيزات المخصصة للتشويش على الصواريخ الحرارية المضادة للطائرات، لكن لا يعرف تماماً مدى تأثيرها على صواريخ ميتس، بسبب أسلوب توجيهه المعتمد على "خطاطة" قد تتأثر بوسائل التشويش التي تطلقها المروحيات وبخاصة المشاعل الحرارية.