بلدي نيوز – إدلب (محمد وليد جبس)
افتتحت منظمة "أهل البلد" الخيرية معرضاً للحرف اليدوية في مجال تدوير النفايات ومخلفات الحرب لتصبح قطعاً ولوحات فنية، عمل على تدويرها زوجات وأبناء الشهداء ليتم الاستفادة منها بدل أن تكون مخلفات بيئية مرمية، وتصبح لوحات فنية يتم عرضها في إحدى الصالات بريف إدلب الشمالي لتباع ويعود ريعها لأسر الشهداء الذين عملوا في إنتاجها بأيدٍ ماهرة ومبدعة.
يهدف هذا المشروع لرفع الروح المعنوية لزوجات وأبناء الشهداء وتمكين المرأة وتوعية المجتمع بأهمية إعادة تدوير النفايات بيئيا وماديا ولزيادة الجمالية للأشياء المستهلكة وإثبات الذات، حضر هذا المعرض العديد من الشخصيات منهم السيد محمد جمال شحود معاون وزارة التربية التابعة للحكومة المؤقتة، والسيد عمر برادعي معاون وزارة التربية الحرة في محافظة إدلب، والناشط عبد الباسط الساروت، والعديد من المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني، ولقي المعرض إقبالاً كبيراً، كما تم بيع عدة قطع ولوحات فنية تم عرضها في صالة المعرض.
وفي تصريح خاص لبلدي نيوز، قال مدير منظمة أهل البلد "رضوان أبو علي" إن فكرة المشروع أتت من إحدى زوجات الشهداء في مخيم الفاروق الذي ترعاه منظمة أهل البلد الخيرية، وأنه كان لديها خبرة سابقة ومهارات في تدوير النفايات، حيث عملت المنظمة على رعاية ودعم هذا المشروع وبدؤوا بتدريب نساء وأطفال الشهداء في المخيم حتى أصبح العدد ما يقارب 20 امرأة تصنع بحرفية من مخلفات البيئة مجسمات ولوحات فنية رائعة تلامس واقع الثورة منها عدة لوحات مرسومة وعدة مجسمات كمجسم مدرسة حاس والمجزرة الدموية التي حصلت فيها ومجسم آخر يحكي قصة الطفل إيلان الذي غرق على أحد الشواطىء التركية أثناء نزوحه مع عائلته، وعدة مجسمات ولوحات فنية أخرى.
وأضاف رضوان أبو علي "أما عن الأدوات التي يتم منها صنع هذه اللوحات فجميعها من مخلفات البيئة والحرب كفوارغ قذائف المدافع وطلقات الرشاشات الفارغة والملاعق البلاستيكية وعلب الكولا وملاقط الغسيل والسلل البلاستيكية والفلين والعيدان الخشبية (خافضات اللسان) وكل ما يرمى نقوم بجمعه لإعادة تدويره بأيادي نساء الشهداء المبدعات وأطفالهم".
وتابع عن أهمية هذا المشروع الذي يتمحور حول تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع، إضافة إلى الاستغناء عن الدعم أو السلة الإغاثية وكفالات الأيتام حتى لا تنتظر كفالة لأبنائها من أحد بعد أن أخذ عدد كبير من زوجات الشهداء في المخيم قراراً بالاعتماد على أنفسهم والعمل بتشغيل اليد العاملة أو المبدعة، على حد تعبيره.
وختم أبو علي حديثه لبلدي نيوز بالقول "لاحظنا إقبالاً كبيراً من عدة شخصيات مهمة في المجتمع وهذا ما شجعنا على متابعة المشروع والتفكير بتوسيعه في الأيام القادمة، بعد أن شاهدنا إقبالا مميزاً على شراء هذه اللوحات من قبل ممثلين عن منظمات وجمعيات خيرية، وهذا ما يساعد على تشجيع هؤلاء النساء المبدعات على إكمال العمل في هذا المجال وتحصيل متطلبات الحياة من ثمن لوحاتهم الفنية".
نساء الشهداء: صناعة الحياة من مخلفات الحرب
الأربعاء : 15 مارس 2017
