بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري في موقع بلدي نيوز)
تناقلت صفحات تابعة للنظام السوري أخباراً وصوراً تتعلق بوصول نوع جديد من الراجمات الروسية إلى سوريا ضمن حملة الدعم الروسي الكبير لجيش الأسد.
TOS-1
تعرف الراجمة TOS-1 بأنها محاولة روسية لتصنيع راجمة صواريخ قادرة على العمل ضمن الخطوط الأولى للقوات البرية، وتأمين تغطية نارية لتطهير المناطق التي تتحص فيها أطقم قتل الدبابات والقناصين والعناصر المتمترسين بوضعية دفاعية في البيئات المفتوحة أو المبينة، إضافة لتأثيرها على العربات ضعيفة أو معدومة التصفيح والأبنية ككل [1].
حيث تعتبر هذه المنظومة حالة للدمج بين الراجمة والدبابة لتحصيل قدر من الحماية لا تمتلكه الراجمات العادية التي من المعتاد أن تعمل في الخطوط الخلفية.
أفغانستان.. غروزني.. سوريا
استخدمت هذه الراجمة خلال القسم الأخير من الحرب في أفغانستان، وكذلك خلال حرب الشيشان وخصوصاً بمعركة غروزني.
حيث استخدمتها القوات الروسية لتدمير وتفريغ أحياء كاملة من المدافعين بسبب تأثير هذه الراجمة الكبير على البشر والأبنية.
لا شيء جديد
على الرغم من فاعلية هذه الراجمة وقدرتها التدميرية الكبيرة، لكن الثوار تعرضوا فعلياً لما هو أسوأ، من القصف براجمات الأورغان التي تطلق صواريخاً بنفس العيار أو راجمات السميرتش التي تطلق صواريخاً بعيار أكبر سواء عنقودي أو شديد الانفجار، والتي تغطي مساحة مشابهة [2]، أو القصف الكثيف بصواريخ غراد الذي قد تطلق قوات النظام رشقات تصل حتى 240 صاروخا دفعة واحدة (بناء على بعض الفيديوهات المسربة).
مدى قصير
يعتبر قصر المدى هو العيب الأساسي لهذه الراجمة؛ فمداها الأقصى لا يتجاوز 6 كم، ما يعني أنها يجب أن تعمل داخل المدى الفعال لمعظم أسلحة الثوار المدفعية والصاروخية وحتى الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وحتى قذائف الدبابات، ما يجعلها عرضة للاستهداف بشكل مباشر.
القصف المساحي
لا يختلف التصميم الأساسي وأسلوب الاستخدام لهذه الراجمة عن باقي الراجمات الروسية سواء الغراد أو الأورغان أو غيرها.
فيعتمد أسلوب عملها على إغراق منطقة الهدف بسيل من الصواريخ العالية الفعالية والتي تدمر المنطقة بشكل كامل وتفرغها من المدافعين [3].
الرأس حربي
يوجد نوعان على الأقل من الرؤوس الحربية لصواريخ هذه الراجمة، منها رأس فراغي ورأس حارق، والهدف منهما التأثير على البشر والمنشآت والاستحكامات الهندسية الدفاعية بشكل رئيسي.
المميز في صاروخ هذه الراجمة كون حيز الرأس الحربي الذي يشغله في الصاروخ أكبر من المحرك الصاروخي، وهذه حالة نادرة في مجال الصواريخ الغير موجهة التي صنعتها روسيا، فهو دليل على أن التركيز على الفاعلية في هذه المنظومة أكبر من التركيز على المدى، فلا تحتوي هذه الصواريخ أي منظومة توجيه وتنخفض دقتها بزيادة بعد الهدف، ويمكن بشكل أو بآخر تشبيهها بصواريخ (الفيل) التي يستخدمها النظام مع وجود فرق في آلية التأثير والحجم.
وتظهر الصور امتلاك النظام للجيل الثاني من هذه الراجمة والتي تحمل 24 صاروخا عيار 220 ملم.
حيث تستطيع هذه الراجمة إطلاق رشقة كاملة من 24 صاروخاً خلال 15 ثانية، وتستطيع إطلاق الصواريخ إفرادياً أو بشكل أزواج.
وتتم عملية التوجيه والرماية بالكامل من داخل العربة، لكن عملية التلقيم تتم من خارج العربة بواسطة عربة أخرى مبنية على بدن دبابة أيضاً تحمل الصواريخ التي تذخر بها الراجمة بواسطة رافعة خاصة، ما يجعل العناصر عرضة لنيران القنص والرمايات المدفعية المختلفة.
ويتكون طاقم العربة من ثلاثة أشخاص، وتحتوي بعض التجهيزات المتقدمة كمقدر مدى ليزري وحاسبة لقيادة النيران[4]، وتجهيزات مكافحة الحريق والحماية من الهجمات البيولوجية والكيماوية والنووية، إضافة لمولد دخان للتمويه وتجهيزات للحفر والتخندق.
تضخيم إعلامي
على الرغم من وصول هذه الراجمة إلى سوريا، إلا أن الأعداد التي وصلت تعتبر غير معروفة، فجميع الدول التي حصلت على هذه الراجمة من روسيا لم تشتري سوى عدة راجمات بسبب محدودية استخدامها وقصر مداها وسعرها المرتفع ووجود بدائل[5].
ولا يتوقع وصول سوى عدة عربات (3 إلى 4) بالحد الأقصى للنظام، فالعراق التي تشتري الكثير من العتاد الروسي لم تشتري سوى أربعة راجمات من هذه النوعية.
ولذلك فلا يعتقد بوصول الكثير منها إلى سوريا، خصوصاً بسبب وجود عدد معتبر من باقي أنواع الراجمات والتي تستطيع إطلاق صواريخ فراغية أو حارقة ولمسافات أبعد بكثير.
العامل النفسي
الانفجارات الضخمة وما يرافقها من لهب وشكل الانفجار ككل الذي ينتج عن هذه الصواريخ يعتبر ضخماً مقارنة بباقي الصواريخ المقاربة في العيار، وخاصة عند تركيز رشقة كاملة تجاه نفس المنطقة، ما يعطي هذا السلاح أثراً نفسيا كبيراً إضافة للأثر التدميري.
TOS-1 كيف يمكن التعامل معها؟
تُعامل هذه العربة معاملة الدبابات بالنسبة لطريقة استهدافها والأسلحة المؤثرة فيها خصوصاً أنها تملك بدن دبابة T72، وتعتبر أنابيب إطلاق الصواريخ مصفحة لحد ما.
الملاحظة الأساسية هي توجيه الصواريخ الموجهة باتجاه بدن الدبابة وليس باتجاه أنابيب الإطلاق، خاصة إذا كانت هذه الأنابيب فارغة من الصواريخ، بسبب كون هذا القسم معزولاً عن الدبابة وإمكانية صيانته بسرعة وإعادة العربة للخدمة خلال عدة أسابيع كحد أقصى، أما في حالة كانت الصواريخ موجودة فيمكن استهداف كامل العربة لكن الأفضلية للبدن.
كما يمكن استهداف أنابيب الإطلاق بقذائف مدفعية عيار 57 ملم و37 ملم التي تستطيع التسبب بضرر كافي لتعطيلها أو تفجير الصواريخ ضمنها.
ويجب التمييز بين عربات الرمي وعربات التذخير، حيث تمتلك عربة الرمي (مكعب) واحد فوقها، أما عربات التذخير فتحتوي (مكعبين) بينهما فاصل فارغ.
الأقرب فالأهم
حال ملاحظة هذه العربة في أي موقع فيجب إعطائها اهتماما شديداً ورصدها باستمرار وتدميرها في أول فرصة، وفي حال كانت هذه العربة موجودة في مجال الرمي فلها الأولوية على باقي الأهداف بسبب فاعليتها الكبيرة.
هوامش:
[1] دخلت هذه العربة الخدمة أواخر الثمانينات، ولم يصنع منها الكثير من العربات، تتكون من بدن دبابة مركب فوقه مجموعة من أنابيب الإطلاق، يوجد منها نموذجين نموذج بثلاثين صاروخاً ونموذج بأربعة وعشرين صاروخا وصل لجيش النظام.
[2]راجمة الاورغان BM-27 عيارها 220 ملم، وتطلق صواريخ مداها حتى 40 كم (16 صاروخ).
راجمة سميرتش BM-30 عيارها 300 ملم، وتطلق صواريخ مداها 90 كم (12 صاروخ).
[3]الرشقة الكاملة تؤثر في منطقة أبعادها 200 *400 متر تقريباً.
[4]مهمتها إجراء الحسابات اللازمة للرمي
[5] لم تنشر روسيا في أوكرانيا سوى سبعة عربات (دُمرت إحداها) وفي العراق أربعة عربات فقط.