في ظلال الأزمات المتلاحقة التي تُلقي بثقلها على الاقتصاد السوري، شهدت الليرة السورية، خلال تعاملات الأحد، تراجعاً ملحوظاً في قيمتها أمام العملات الرئيسية في السوق السوداء المحلية، تلك السوق التي باتت مرآةً تعكس واقع الاقتصاد بعيداً عن الأرقام الرسمية المعلنة.
ففي دمشق، ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي بمقدار 200 ليرة، ليستقر عند حدود 9100 ليرة للشراء و9300 ليرة للمبيع، فيما كادت الأسعار ذاتها تتكرر في معظم المدن السورية، مع فروقات طفيفة لا تتجاوز 100 ليرة. أما في الحسكة والقامشلي، فقد تجاوز الدولار هذه الحدود، ليتراوح بين 9300 ليرة للشراء و9500 ليرة للمبيع، في دلالة على التفاوت الإقليمي الذي يعكس تعقيدات الواقع الاقتصادي.
ولم يقتصر الأمر على الدولار، فقد تبعه اليورو في دمشق ليتراوح بين 10360 ليرة للشراء و10560 ليرة للمبيع، بينما سجلت الليرة التركية حضوراً لافتاً في المعادلة، حيث تراوح سعرها مقابل الليرة السورية بين 233 ليرة للشراء و238 ليرة للمبيع، وعلى صعيد آخر، تراوحت قيمتها أمام الدولار بين 38.20 ليرة تركية للشراء و39.20 ليرة للمبيع.
في المقابل، حافظت النشرة الرسمية الصادرة عن المصرف المركزي السوري على أسعار ثابتة، حيث بقي سعر شراء الدولار عند 11000 ليرة، وبيعه عند 11110 ليرة، في تناقض واضح مع ديناميات السوق السوداء التي تتحكم فعلياً بمسار الأسعار.
هذا التراجع في قيمة الليرة السورية ليس مجرد أرقام تتبدل في سوق العملات، بل هو مؤشر على عمق الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد، حيث تتداخل عوامل السياسة والاقتصاد والحرب لترسم صورة قاتمة للمستقبل القريب، في انتظار ما قد تحمله الأيام من تحولات.
